Loading

إيمانويل ماكرون قبّل يدها عقب الاحتفال بفوزه برئاسة فرنسا تقديرًا لفنها.. الميتزوسبرانو المصرية فرح الديباني: غنيت النشيد الفرنسي بدعوة من منظمي الحفل حوار : داليا عثمان

تصدرت السوبرانو المصرية فرح الديباني، خلال الأيام الماضية، مواقع التواصل الاجتماعى، عقب تلبيتها دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لغناء النشيد الوطني الفرنسي، احتفالًا بفوزه في الانتخابات الرئاسية

وتبلغ الديباني 33 عاما من العمر، وهى ميزو سوبرانو، انضمت للأكاديمية الفرنسية في عام 2016، وتمثل نموذجًا للفتاة المنفتحة على العالم، الذى يدافع عنه ماكرون، لذا وجه دعوته إليها لتشاركه الاحتفال بالفوز في الانتخابات الرئاسية، بغناء النشيد الوطني الفرنسي

الديباني، من مواليد الإسكندرية عام 1989، ولدت لعائلة فنية عاشقة للموسيقى، ودرست فى المدرسة الألمانية بالإسكندرية، حيث الاهتمام بالفنون وتنميتها ورعاية المواهب الفنية بشكل كبير

والتحقت الديباني بمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عام 2005، وفازت بالجائزة الأولى فى مسابقة الغناء من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007، كما فازت بالمركز الثاني فى مسابقة «الشباب يصنعون الموسيقى» عام 2008، برعاية مدرس اللغة الألمانية، وانتقلت إلى ألمانيا للالتحاق بأكاديمية «هانز إيسلر » للموسيقى، وتم قبولها عام 2010

وتخرجت فيها عام 2014، ودرست الهندسة المعمارية بالجامعة التقنية في برلين، وحصلت على البكالوريوس ودرجة الماجستير، وبعد تخرجها في أكاديمية «هانز إيسلر»، استطاعت الحصول على دور كارمن، وقدمته على مسرح دار الأوبرا الألمانية، نويكولنرأوبر، وفى عام 2021 تلقت دعوة للاحتفال بتأسيس اليونسكو فى عيدها البلاتيني، 75 عاما، وقدمت خلال الحفل أغنية عبدالحليم حافظ، وحياة قلبي وأفراحه

تصدرت المطربة الميزو سوبرانو فرح الديباني تريند مواقع التواصل الاجتماعى، بعد إحيائها حفل الاحتفال بفوز الرئيس الفرنسي «ماكرون» لفترة رئاسة ثانية، عبر أدائها النشيد الوطني.. وفى النهاية قبّل ماكرون يدها تقديرًا لفنها، فيما ذكرت مصادر فرنسية أن مشاركة فرح فى الاحتفال جاءت بدعوة شخصية من «ماكرون» أمام ملايين الفرنسيين المشاركين فى الاحتفال

وإلى نص الحوار

كيف تم اختيارك للغناء فى حفل تنصيب الرئيس الفرنسي ماكرون؟

اتصل بى فريق الإعداد المعنىّ بالاحتفال بفوز الرئيس الفرنسي ماكرون، قبلها بيوم، وهم يعرفونني جيدا وقالوا لي «إذا كان ليس لديك أى ارتباطات، هل يمكن أن تغني النشيد الفرنسي أمام ماكرون، لو كسب؟»، ووافقت، وهو ما يمثل لي شيئا عظيما جدا

حصلت على الوسام الفرنسي عام ٢٠٢٢ ما تأثيره عليك؟

حصلت على الوسام الفرنسي في احتفالية بالسفارة الفرنسية عام 2022، وتم إصدار خطاب من وزيرة الثقافة الفرنسية بحصولى على الوسام وبسبب ظروف ما، لم يستطع السفير الفرنسي فى مصر إقامة احتفال سوى فى مارس الماضي والوسام كان شيئا غير متوقع، وكان خبرا عظيما بالنسبة لي، نظرا للتقدير الذي حصلت عليه، وكان شرفا لي الحصول عليه كأصغر فتاة فى مصر والوطن العربي، وهو في حد ذاته إنجاز ضخم سيبقى له الأثر والبصمة فى حياتي

نشأت وسط أسرة عاشقة للموسيقى والفنون.. حديثنا عن هذه العائلة؟

لا أحد يعمل فى عائلتى بالفن، جدى طبيب ووالدى مهندس معماري ووالدتي تعمل فى بنك، وجميعهم يعشقون الموسيقى والأوبرا والكلاسيكيات الغربية والشرقية، وكبرت فى بيت يحب الموسيقى، وتعلمت البيانو منذ صغرس ولعبت الباليه، وجدي كان يُسمعني أوبرا، فكان الموضوع مهمًّا، وكان للموسيقى دور كبير جدا فى حياتنا، وكان من هوايات جدي لعب البيانو، ما شجعني على دراسة البيانو والغناء

.

ما تأثير جدك فى حياتك؟

جدي أول من سمّعنى الأوبرا، «وأول حد كان يقول لي لازم تتمرني على البيانو والغناء كل يوم»، كان يشجعني وقت دراستي الهندسة المعمارية وله تأثير كبير علىّ، للتركيز فى دراسة الغناء والهندسة المعمارية

دراستك داخل المدارس الألمانية هل كان لها أثر فى تكوين شخصيتك؟

دراستي كانت مهمة جدا فى المدارس الألمانية لأنه من المهم جدا فى ثقافتهم وتربيتهم الاهتمام بالموسيقى، وأن يكون لدى الطفل حس فني، ويلعب موسيقى ما، وطبعا المدرسة أثرت فى حياتي، وعندما اكتشفني مدرس الموسيقى قال لى «لازم تغنى أوبرا»، وشجعني ودربني وطالبني بالتدرب مع السوبرانو، نيفين علوبة، وحصلت على دورات تدريبية مع مغنين مشهورين من ألمانيا وفرنسا، وكان لمدرس الموسيقى فى المدرسة فضل علىّ، وهو الذي جعلنى أستكمل مسيرتي الفنية، وهو مرشدي حتى الان، ويقدم لي نصائح كثيرة، وكان سبب دخولي الأوبرا، والتركيز فى الغناء الأوبرالي ودخولي مسابقات عالمية فى سن صغيرة

درست الهندسة المعمارية والفنون فى وقت واحد فى برلين خلال العشرينيات من عمرك.. كيف كان التأقلم مع الحياة؛ خاصة السفر والدراسة خارج مصر؟

الموضوع كان صعبا جدا، وتحديا كبيرا جدا بالنسبة لي، لدراسة حاجتين بالصعوبة دي فى نفس الوقت وفي جامعتين مختلفتين، إلى جانب ذهابى لبلد جديد وأعيش وحدى، لذا تعلمت كيف أعتمد على نفسي، وكانت أسرتي تدعمني، وفى النهاية أنت لوحدك وشغلك هو اللي بيقول أنت مين مش حاجة تانية، فتعلمت أشتغل واصبر، وتعلمت إدارة الوقت والتوفيق بين حاجتين، وحتى الآن نتائج ذلك أثرت فى تكوين شخصيتي، والآن أستطيع إنجاز الأشياء بسرعة
وعندما يكون عندى ضغط شغل أستطيع التوفيق بين كل حاجة، ده اللى اتعلمته؛ وهى فترة صعبة فى حياتي وكنت محتاجة دعم كبير من كل اللى حواليا، وفى نفس الوقت كان هناك من يقول لي لن تستطيعي التوفيق بين الجامعتين.. واستكملت: إلا أننى قدرت أخلص الجامعتين فى وقتهم المحدد واتخرجت بامتياز فى الاثنين، وبعدها كملت الماجستير فى الغناء الأوبرالي

فى أي وقت قررت الاتجاه إلى الغناء الأوبرالي؟

عند التحضير للماجستير فى الأوبرا، وجدت أن الموضوع جد، وأن الأوبرا ستكون عملى الفعلي ووظيفتي الأساسية.. ولن يكون هناك وقت لعمل حاجة تانية، ومجال الهندسة المعمارية بياخد وقت طويل جدا من وقتي

أوبرا باريس من أهم الأوبرات فى العالم.. ما تجربتك فى أوبرا باريس؟

تجربة مميزة جدا لأنها من أهم الأوبرات فى العالم وبها ضغط نفسى كبير، «لأن بتشوفى مغنيين على أعلى مستوى فى العالم، وأنت بتكوني وسطهم نموذج ولازم تحاولي تبقى زيهم وأحسن، فبيكون فى ضغوط كبيرة عليكى، لكن أوبرا باريس فتحت لى مجالات كثيرة فى فرنسا وأوروبا، وبسبب أوبرا باريس غنيت فى إيطاليا ومصر ولبنان وروسيا، وحصلت فى 2019 على الجائزة التشجيعية من أوبرا باريس

شاركت فى أوبرات عالمية.. كيف كانت ردود الفعل؟

كانت تجربة رائعة ولم يكن هناك من يتوقع أن مغنية مصرية تغنى فى أوبرا باريس، لأنهم مش متعودين يشوفوا مغنيين أوبرا كتير قادمين من مصر، ولأنهم قليلون جدا ومعظم مغني الأوبرا من شرق أوروبا

هل يمكن أن تحدثينا عن مشاركتك فى أوبرا باريس والعودة للأوبرا المصرية؟

اقترحت على رئيسة أوبرا باريس تنظيم تبادل ثقافى مع وزارة الثقافة المصرية (فريق من أوبرا باريس يذهب ويعمل كونسرت مع أوبرا مصر والإسكندرية)، واستكملت: وبصراحة كانت تجربة حلوة وموفقة ولم يكن المصريون يتفهمون من نحن، وجايين من باريس نعمل إيه، بس فى الأخر الحفلين كانوا كويسين جدا

فى احتفال اليونسكو كان لك مشاركة مؤثرة أمام رموز دولية.. فكيف كان وقع هذا اللقاء؟

كان احتفال اليونسكو فى باريس، مؤثرا جدا، «مش بس إنى أقف أغني لليونسكو»، وكان الاحتفال بمناسبة مرور 75 سنة، وكنت أغني للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان حاضرا، وكانت مفاجأة اليونسكو والرئيس السيسي «إنهم بيقولوا لمصر نشجع العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا»، لأني غنيت أغنية لعبد الحليم حافظ، وهى «وحياة قلبي وأفراحه».. وأن يكون هناك أغنية مصرية تتردد فى مقر اليونسكو لم تحدث من قبل، وغنى معى كورال اليونسكو باللغة العربية، وكان هناك أوركسترا عربي فرنسي، ما يمثل رمزا للوحدة، وكان حفلا ناجحا

ماذا عن علاقتك بفن داليدا وفيروز؟

تربيت على أغانى داليدا وفيروز، فهما بالنسبة لي الأساس، وأنا متأثرة بهما كشخصيات وفنانات، وبالنسبة لي أصوات قوية، وعندما أغنى لهما أحس أنه لازم فى حفلاتي وحياتي أغني لهما

كان لك بصمة مع أغاني أسمهان.. ما مدى تأثيرها عليك؟

أغانى أسمهان حاجة جديدة شوية علىّ، مقارنة بفيروز وداليدا، طول عمري أحب أسمهان وأقدر صوتها، لأنه صوت لم يأخذ وقته من تقدير الناس، ليفهموا صوتها، وصوتها كان جبارا، لن تتكرر؛ خاصة أن شطارتها كانت بالمزج بين الغناء الشرقى (الطرب) والغناء الكلاسيكي، وكانت تجيد الاثنين، وأتمنى يكون لي بصمة بأغانيها

أول حفلة خاصة بفرح الديباني كيف أثرت فيك؟

مش فاكرة أول حفلة لكن إحساسي لما أكون عاملة حفلة من أولها لآخرها والناس جاية عشان فرح، كان بيبقى إحساس بالمسؤولية والتأثير الشديد، وبحس بمقدار حبهم وتشجيعهم لي وأنهم بيحبوا صوتي

ماذا عن حلمك لتقديم أوبرا عايدة.. وما خططك لتحقيقه؟

بدأت أشتغل على الدور، هو دور ملكة مصر، بدأت أجهز صوتي، واستكملت: معرفش إمتى ممكن أغنيه، لكن الواحد لازم يبقى جاهز بالحاجات دي لأن الواحد ميعرفش إمتى، زى موضوع النشيد الوطني عرفت قبلها بيوم، فلازم أبقى جاهزة للفرص