View Static Version
Loading

نظرة أخرى عن فلسطين وآلية قيادة الوكالة المحلية لعملية التغيير...

نحن مجتمع مميز. نستطيع العيش , وتحمل مشاق الحياة، ، واسترداد عافيتنا، والتطور، والتعلم من الماضي
بالرغم من كوننا من مناطق مختلفة إلا أننا كفلسطينيين نتشارك العديد من المخاوف نفسها، مثل التعرض للعنف من المستوطنين، ومواجهة حواجز التفتيش، والقيود على التجارة مع القدس، واستيلاء المستوطنين على اراضينا ومصادرتها، وهدم المنازل. ومع ذلك، ننجح في إجراء تغييرات صغيرة ولكن ذات أثر في مجتمعاتنا. نحن الآن على الأقل نفهم احتياجاتنا وأولوياتنا - ونعمل على تحقيق بعضها

في بعض الأحيان يستغرق فهم الصورة بعض الوقت، لمعرفة سبب تصويرها في المقام الأول. عندما التقطت هذه الصورة كنت قد أجريت للتو محادثة مع مجموعة من النساء في قرية بيرين البدوية الصغيرة في الضفة الغربية الفلسطينية. تحدثن النساء عن العديد من التغييرات التي يحاولن إحداثها في القرية وفي عائلاتهن. كان الحماس والتفاؤل الذي أظهرنه مذهلاً بالرغم مما يواجهنه من صعابٍ بشكل يومي من كل من الاحتلال الإسرائيلي وبعض تقاليدهن وأعرافهن. فهنّ يعشن تحت التهديد المستمر لعمليات الهدم الجديدة والعنف والقيود الشديدة على الحركة والبطالة والفقر وخيبة الأمل الناتجة عن ذلك. كما أوضحت النساء كيف يجب عليهن التحرك باستمرار داخل وحول العقبات التي تفرضها الهياكل التي يسيطر عليها الذكور داخل مجتمعاتهن وعائلاتهن.

عد مرور أشهر من تعديلها "لم يكن أمرًا صعبًا معرفة سبب التقاطي لهذه اصورة في تلك اللحظة بالذات.. سيارة عالقة بعجلاتها الأربعة في الوحل...إنه رمز لما يواجهه الرجال والنساء الذين يحاولون تحقيق التغيير الاجتماعي والاقتصادي لقريتهم، وبنفس الوقت هو رمز لمدى انتائجما يسمونها "اتفاقية أوسلو" (والعمليات السياسية المرتبطة بها) بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ زيارتي الأولى لغزة والضفة الغربية منذ حوالي ثلاثين عاماً

على الرغم من هذا الإحساس الدائم بالأزمة السياسيّة وتفاقم الوضع بشكل صارخ منذ أوائل التسعينيات، ما زلت انذهل عندما أرى طاقة وحماس المواطنين والنشطاء الذين يكافحون يوماً بعد يوم لتحقيق تغييرات صغيرة ولكن ملموسة في عائلاتهم وأحيائهم وقراهم في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة

بعض ااساسيات هذه القصة أنها تعتمد على الصور والمحادثات مع نشطاء المجتمع في عدد من القرى والأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. يشاركون جميعًا في أنشطة تهدف إلى تحسين الرفاهية الجماعية والفردية في مجتمعاتهم من خلال استخدام نهج يُعرف باسم "دعم الاستجابة للأزمات التي يقودها الناجون والمجتمعات المحلية". تمنح طريقة العمل هذه، على عكس آلية معظم المساعدات التقليدية،هنا لللافراد والجماعات سيطرة مباشرة على كيفية تقديم المساعدات في مناطقهم المحلية. لن يكون هناك المزيد من – "نحن سوف نساعدك، اجلس واحصل على المساعدة". بالعكس تتلقى مجموعات تطوعية منحة نقدية بالإضافة الى تدريبات ذي الصلة، ثم يستخدمون المنحة ومواردهم الخاصة لتنفيذ الأنشطة التي يتفق عليها المجتمع بأكمله كأولويات جماعية. تمتد الأنشطة في فلسطين إلى نطاق واسع للغاية، كلا وفقاً للأولويات والخيارات المحلية، مثل إعادة تأهيل عيادات الأم والطفل، وحماية الأراضي الزراعية من استيلاء المستوطنين الإسرائيليين عليها، ودعم فرص الفتيات لمواصلة تعليمهن، وزيادة الوصول إلى المياه النظيفة أو استخدام منحة للمطالبة في وصول الكهرباء لحي أو قرية بأكملها

تم جمع الاقتباسات والصور والاانطباعات ألاخرى خلال عدة زيارات بين عامي 2016 و 2022. لا تُنسب الاقتباسات إلى الأفراد لأن ذلك قد يمثل مشكلة لبعض الأفراد المعنيين. كما لا تُنسب الاقتباسات إلى الأفراد الموجودين في الصور المصاحبة. يتم ذكر الاستثناءات بشكل صريح ومنصوص. تم الحصول على موافقة الأفراد المعنيين بإذن التصوير وتدوين الملاحظات ثم النشر من لقاءاتنا. ستكون النسختان العربية والإنجليزية من هذه القصة متاحة عبر الإنترنت.

يستخدم آلية العمل هذه (الاستجابة للأزمات التي يقودها الناجون والمجتمعات المحلية) عدد متزايد من المنظمات المحلية والإقليمية والعالمية. ويتضمن هذا في فلسطين جمعية الشبان المسيحية – القدس، ووكالة معاً، ومساعدات الكنيسة الدنمركيو والنرويجية، وجمعية الثقافة والفكر الحر، وAct Church of Sweden، و ، والمساعدات المسيحية Christian Aid،. يمكنكم قراءة المزيد عن كيفية دعم الاستجابات بقيادة المجتمع من خلال الرابط التالي

واخيراً، تحذير صغير. مراقب، مشارك، كاتب وثائقي، محرض... لست متأكداً إذا ما كنت أعرف الفرق بعد الآن، ولهذا كل ما أعِد به هو استخدام الكلمات والصور لنقل قصة مخلصة لما رأيته وسمعته

ما أعلمه هو أنني مدين بالشكر الكثير لجميع الأشخاص والمجتمعات والمنظمات التي استضافتني بكرم وصبر كبير خلال زياراتي.

©nils carstensen and Local2GlobalProtection, November 2022,

في آذار 2022 ، التقى 38 شخصًا من القرى والأحياء في الضفة الغربية وشمال غرب القدس لتبادل الخبرات كأعضاء في 18 مجموعة حماية مختلفة. انخرط المشاركون، في غضون دقائق، في مناقشات مكثفة، وتبادلوا الخبرات حول كيفية إدارة المنح النقدية الصغيرة بشكل جماعي واتخاذ القرارات سوياً بشأن الأنشطة في مجتمعاتهم، وإدارة العلاقة مع كل من المنظمات غير الحكومية المعنية والسلطات المحلية. مع اقتراب اليوم من نهايته وحلول وقت الشاي والقهوة والوجبات الخفيفة والمحادثات الصغيرة، برز تأثير بدء العمل معاً، رجالاً ونساءً وشباباً، في تحدي وتغيير العلاقات بين الرجال والنساء في مجتمعاتهم وفي أسرهم، بالإضافة إلى تغيير الديناميكيات بين المواطنين العاديين والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة

م نعتد أن نغادر المنزل قط من قبل. لكننا نلتقي الآن في القرية، ونخرج منها لشراء مواد للمشاريع ونلتقي بأناس من مجتمعات أخرى. إنه حقاً لأمرٌ مختلفٌ
لم نعتد أن نغادر المنزل قط من قبل. لكننا نلتقي الآن في القرية، ونخرج منها لشراء مةاد للمشاريع ونلتقي بأناس من مجتمعات أخرى. إنه حقاً لأمرٌ مختلفٌ
لم تكن هناك اي منظمات غير حكومية تعمل في قريتنا من قبل، والآن لدينا 12 منظمة غير حكومية تعمل معنا
من أهم الأشياء التي تعلمتها هي أن أكون شفافاً وصريحاً. لم أكن أعلم ما هي الفاتورة من قبل، ولكن الآن أستطيع التفاوض مع التجار وإدارة مشاريع في المجتمع
لقد تمكّنا كمجموعة حماية من شقّ طريقٍ يصل بين ثلاثة مجتمعاتٍ من خلال جمع 30,000 دولارًا أمريكيًّا بمفردنا لتحقيق ذلك، وذلك من أجل زيادة المنح المجتمعيّة من المنظمات غير الحكومية. لقد فعلناها
لم أكن أغادر القرية من دون مرافق من قبل، والآن أنا ونحن كنساء نتحرك بمفردنا، نحضّر العطاءات، ونتعامل مع التجار، ونعلم ماذا وكيف نسأل
قال لي زوجي ذات مرّة: إما أنا أو مجموعة الحماية! لكنني بقيت في المجموعة.... وزوجي ما يزال هنا

تعدّ زيارة غزّة أمرًا خطرًا إلى حدّ ما على الدّوام نظرًا لجميع القيود المفروضة التي تقيدّ الحركة منها وإليها، كما أن التقاط الصّور في غزّة، على الأقل بصفتي شخصًا غريبًا، يمثّل تحديًا مماثلًا، وفي بعض الأحيان من الأفضل تركه دون تجربة، ولكن ربما الاضطرار إلى الاكتفاء ببضع لقطاتٍ أُخذت بسريّة من داخل الفنادق والمطاعم وغرف الاجتماعات ينبغي أن يكون بمثابة تذكير يعكس صورة مليوني إنسانٍ يعيش في غزة قد لا يحظون بفرصة المجيء ومشاهدة كيف تعيش أنت أو أنا

في خلال جلسةٍ جمعت نشطاء مجتمعيين وموظفي المنظمات غير الحكومية في غزة دار نقاشٌ محوره سبب الإقبال الكبير نحو طرقية العمل التي تقودها المجتمعات –أولاً مع المجتمعات والنشطاء المعنيين، ولكن أيضًا مع موظفي المنظمات غير الحكومية

ربما يرجع ذلك إلى أن طريقة العمل هذه (الاستجابة للأزمات التي يقودها الناجون والمجتمعات المحلية) تمثّل إلى حد كبير امتدادًا وإحياءً لأنظمة الادخار والقروض التقليدية للمجتمع الفلسطيني. إنّ هذا قريب جدًا لما نسمّيه غالبًا ب"الصمود" في اللغة العربية - الصمود والمرونة والمقاومة
تتماشى طريقة العمل هذه مع طبيعتنا كبشر– إنّها تمنحنا شعورًا جيدًا
تضمّ مجموعة الحماية خاصتنا 15 عضوًا، وقد تم ترشيحنا واختيارنا جميعًا من قبل المجتمع الأوسع، ونحن من جميع أنحاء المنطقة. لقد انضممت إلى المجموعة عام 2019، ومنذ انضمامي إليهم عملنا على مشاريع مياه الشرب ونظمنا تنظيف الشوارع من النفايات

التقينا بعشرة أعضاء من مجموعة الحماية المحليّة خلال زيارتنا لبيت حانون في شمالي مدينة غزة في باحةٍ مورقة وسط بستان مزروع حديثًا. وقد حدّثونا أثناء احتساء الشاي والقهوة عن اقتلاع الإسرائيليين منذ بضع سنوات جميع أشجار الفاكهة الكبيرة بالعمر في أرضهم، وكل ذلك لبناء الجدار ونقاط التفتيش، التي تحمل الآن اسم بيت حانون – أو إيريز كما تفضّل أن تسميها إسرائيل – والتي تسيطر على االتنقل بين غزة وإسرائيل

وعندما غادرنا بيت حانون في وقتٍ لاحق من صباح ذلك اليوم، وجدنا أنفسنا نشقّ طريقنا بحذر عبر صفوف منسّقة بدقّة من شتلات المشمش المزروعة حديثًا، محاولين تجنّب الدوس على أيّ منها

لقد قمنا عام 2021 بإضافة مبلغٍ ماليّ إضافيّ على منحة المنظمات غير الحكومية لكي نتمكّن من تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع. وساهمنا ب 1,900 دولارٍ أمريكيّ لإكمال هذا المشروع من مجتمعنا
لم تكن لتنفّذ البلدية وشركة الكهرباء أي شيء لولا مجموعة الحماية والمنحة النقدية. وكان من الضروري ممارسة الكثير من أنشطة المناصرة والضغط وحتى التحدث مباشرة مع السلطات لتحقيق ذلك
أجل – حتى لو أننا لم نستطع تقليديًا أن نجمع ما بين الرّجال والنّساء – لقد تغيّر ذلك الآن مع مجموعة الحماية. وقد أتاح لنا ذلك إمكانيّة أن نجتمع ونتناقش ونخطط سويًا
كانت آخر فعاليّة للتعلّم من الأقران مفيدةً وممتعة. فبنينا مثلًا علاقاتٍ مع أعضاءٍ ينتمون لجماعات حماية أخرى، وتبادلنا النصائح حول كيفيّة تحقيق أفضل وأرخص عمليات الشراء من خلال التواصل بشكلٍ مباشر مع الشركة الأم بدلًا من التوجّه إلى تجار التجزئة الأصغر الذين يبيعون بأسعار أغلى في أغلب الأحيان. إلا أنّ الجزء الممتع من الفعالية كان على قدر الأهمية كحافزٍ للاستمرار وكشكلٍ من أشكال التعويض عن جميع أعمالنا التطوّعيّة

وبينما نختتم زيارتنا لقريةٍ في جنوبي غزّة فقدتم تقديم لناا حباتٍ صغيرة من "الكشك"، وهو طعامٌ شهيّ محليّ، يصنع بمزج حليب الأغنام مع الطحين، واللبن، والملح، والفلفل الحار، والشبت، ويُترك في وعاءٍ كبير في مكانٍ بارد لمدّة 14 يومًا، ويجب تحريكه يوميًّا، ومن ثمّ يُترك في الشّمس ليجفّ حتى يصبح صلبًا، ثمّ يكون جاهزًا للاستمتاع بطعمه

في أغلب مناطق العالم عندما تكون على الشاطئ تجد نفسك تحدّق عبر بحرٍ لا نهاية له. تسافر نظرتك غريزيًّا إلى ذلك الخط الضبابي في الأفق حيث لا يمكنك التفريق ما إذا كان الذي تنظر إليه البحر أم السماء. يخالج الكثير منا شعورُ مريحٌ حول هذا المنظر الضبابي الذي لا نهاية له. إلا أنّه وفي غزة يتبدّد هذا الشعور بسبب "المنطقة الفاصلة" التي فرضتها وأقرّتها القوات البحرية الإسرائيليّة التي لا تتردّد في إطلاق النّار مباشرة نحو أي مركبٍ يرون أنّه يخالف المنطقة الأمنية المتغيّرة باستمرار. يظهر هذا "الحائط العائم" بوضوحٍ أكثر في الليالي الهادئة من خلال قوارب السّمك الغزاوية باستخدام أضواء قويّة لجذب السردين وغيرها من الأسماك. تقترب القوارب في خضمّ تنافسها على أفضل صيدٍ قدر الإمكان من "المنطقة الفاصلة" الإسرائيليّة، وبذلك تجعل هذه الحدود البحرية المقيدة مضاءة بشكل ساطع مثل طريق سريع مزدحم. وإن استطعت تحمل تكلفة ذلك، فإن الأسماك التي يتم اصطيادها حديثًا موجودة للاستمتاع بها في مطاعم غزة المطلة على البحر – متحديةً صور "الحرب والعنف والدمار"، والتي أصبحت بخلاف ذلك مرادفًا لكلمة غزة

بالعودة إلى الضفة الغربية فإنّ "التدابير الأمنية" – أو "الجدران" – المختلفة ولكن المشابهة لها في الأساس واضحة وموجودة في كل مكان بنفس القدر.

تتربّع قرية بيت مرسم على منحدرات تلال جنوبي الخليل. وبعد ظهر أحد أيام الرّبيع اصطحبنا أعضاء من مجموعة الحماية في نزهة عبر قريتهم، وصادفنا منزلين يبدو أنهما مهجوران؛ فالنظر من خلال نوافذهما يعطيك انطباع أنه لا أحد يعيش هنا بعد الآن

مشينا خلف امرأةٍ مسنّة على طول الطّريق متجهين نحو محيط القرية، وعندما أخذنا يسارنا عند مفترق الطرق رأينا هيكلًا يتجلّى عبر جانب التلّ

يطوّق جدار الفصل العنصري – أو "الحاجز الأمني" كما تفضّل أن تسميه إسرائيل – و"المنطقة الأمنية" التي تمتّد منه قريةَ بيت مرسم من ثلاث جهات؛ ويفسّر وجوده البيوت المهجورة المتناثرة في محيطها. يَصعُبُ على أي غريبٍ أن يتصوّر حالة خسارة الأراضي، والمنازل، إلى جانب فقدان مختلف مصادر كسب الرزق كالزّراعة الناجمة عن هذا الحصار. كما وبنفس القدر لا يمكن تصوّر الأثر الاجتماعي والنفسي الذي يلحقه هذا الشعور بالخسارة والحصار على السكّان الذين يعيشون في ظلّ الوجود المستمر لصفعات الإسمنت الضخمة هذه

هذه وعد أبو ضاهر، وهي ربة منزلٍ، وأمٌّ لأربعة، وأحد أعضاء مجموعة الحماية في قريتها الأم بيرين. اختيرت وعد، إلى جانب تسع نساءٍ أخريات من مختلف مناطق الضفة الغربية، وجميعهم أعضاء نشطين في مجموعات الحماية المحلية الخاصة بهم، لتمثيل مجلس قرية بيرين في الانتخابات الأخيرة. المثال الأكثر واقعية لكيفية استجاباتهمللأزمات التي يقودها الناجون والمجتمعات المحلية ومجموعات الحماية على تغيير القوة وديناميات النوع الاجتماعي في مجتمعاتهم

لم تعد كلمات مثل "ممنوع "أو "غير مسموح به" بعد هذه السنوات الماضية موجودة ضمن مفرداتي

مُنحت وعد أبو ظاهر في يوم المرأة في الثامن من آذار من عام 2022 جائزة من الاتحاد الأوروبيّ كنموذجٍ يحتذى به لغيرها من النّساء في فلسطين. وقد طُلب من وعد وزملائها الحاصلين على جوائز أن يتحدّثوا خلال حفل توزيع الجوائز الكبير في مبنى بلدية رام الله أمام جمهورٍ ضمّ مئات الأشخاص، بما في ذلك بعض كبار الشخصيات مثل معالي رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية، وممثل الاتحاد الأوروبي المقيم

أكّدت وعد في نهاية خطاب استلامها للجائزة على أنّها لا تستطيع قبول هذه الجائزة بشكلٍ فرديّ، وإنّما ستقبلها نيابة عن العديد من النساء الأخريات اللاتي يعملن من أجل التغيير في المجتمعات في مختلف أنحاء فلسطين. واقترحت وعد وقد أشاحت بنظرها باتجاه رئيس الوزراء أنّه قد حان الوقت لتتقلّد مزيدٌ من النساء مناصبًا في السّلطة الفلسطينيّة وعلى جميع المستويات. واقترحت أيضًا والابتسامةٍ تغمر عينيها اللتان تنظران إلى رئيس الوزراء بأنّه قد حان الوقت أيضًا لتحصل فلسطين على رئيسة وزراء. كما أضافت سريعًا بأنّه إن قرر شخص في رام الله في يومٍ من الأيام مهاتفتها فلن تمتنع عن الإجابة على الهاتف ... وفي هذه اللحظة علت الضحكات والتصفيق في القاعة، وبما في ذلك رئيس الوزراء ومساعديه

قبل هذا لم أستطع الذّهاب إلى أي مكان – كنت أبقى في المنزل فقط. أما الآن فأستطيع الذّهاب لزيارة أي أحد. أستطيع أن أعطي دروسًا في المكياج، ويمكنني التحدث إلى المنظمات التي تزورنا
استطعنا التّعرّف على بعضنا البعض في الاجتماع الأول في بداية المشروع بشكلٍ أفضل بكثيرٍ من قبل. وقد كانت تلك المرة الأولى التي يجلس فيها النساء والرجال معًا في اجتماع – ويتبادلون أطراف الحديث. بالعودة إلى عامي 2019 و2018 كنّا حوالي سبع عائلاتٍ كبيرة نعيش هنا فقط. الآن بفضل توفّر الكهرباء، وشبكات المياه المحسّنة، ولوجود شوارع أفضل، وعيادةٍ صغيرة، ومصادر رزقٍ جديدة أصبح هناك سبع عشرة عائلة تعيش في هذا الجانب من الطريق

تُقسم بيرين إلى جزئين بطريقٍ تحرسه باستمرار وحدات من الجيش الإسرائيلي ومجموعات من المستوطنين العدوانيين

امتلك الرّجال موقفًا مختلفًا وثقة مختلفة فينا كنساء بعد تحقيقنا للإنجازات سويا. لقد غيرّت المنح النقديّة ومعها المياه، والكهرباء، وما إلى ذلك بطريقةٍ ما موقف الرّجال – وكذلك موقفنا كنساء.... وكذلك موقفنا كنساء
قبل هذا، كان الرّجال يتّخذون جميع القرارات، وكانت معرفتنا محدودة جدًا، ولكن في هذه الأيام فنحن نلتقي كفئة من النساء، ونلتقي جميعًا معًا – ونعلي أصواتنا جنبًا بجنب مع الرّجال، وبهذا نحن جزءٌ من عمليّة اتخاذ القرار، ونحن على علمٍ بما يحدث في قريتنا
إن هدم إسرائيل للمنازل وغيرها من الممتلكات لهو أمرٌ شائع ويحدث على الدّوام في جميع أنحاء فلسطين – وفي أغلب الأحيان لا يستطيع الأفراد والعائلات المتضررة إثر ذلك فعل أي شي سوا الاحتجاج والحزن على ما فقدوه. إلا أنّه عندما أزالت السلطات الإسرائيليّة الألواح الشمسيّة التي تم تركيبها حديثًا في قرية جبة الذيب، فقد حرّكت وحشدت مجموعة الحماية جميع سكّان القرية. ونتيجة لدعم العديد من المنظمات غير الحكومية والجهات المانحة والدبلوماسيين استُعيدت الألواح الشمسية في نهاية المطاف
افتتحت جمعية الشبان المسيحية عام 2012 هنا بكثيرٍ من الطّاقة والقوة. ولكن رأينا من قبل منظمات غير حكومية جاءت للحديث معنا، ولالتقاط الصور – ومن ثم لا شيء حصل! وبالتالي في البداية طلبنا منهم العودة إلى ديارهم! لكنّهم اصرّوا، وبالتالي وافقنا على الاستماع قليلًا لما لديهم وبدأنا في الحديث معهم. وكانت هذه البداية لما سميت فيما بعد بمجموعة الحماية. في البداية كنّا سبع نساءٍ وأربعة رجال فقط، وكان لدى النساء شكوكٌ حول الرّجال سببها تجاربهم القديمة. في تلك الأوقات كان الأمر كما لو كانت كل امرأة بمفردها في منزلها، ولكن بعد أن بدأنا في التحدّث والانخراط، تعرّفنا على بعضنا البعض بطريقةٍ مختلفة. إننا نعمل معًا في مجموعة الحماية، ولدينا خطة العمل الخاصة بنا، وبناءً عليها جميع الأنشطة التي أنجزناها معًا . كما كان الوعي بحقوق المرأة مهمًا جدًا بالنسبة لنا
كان لدى الرّجال – وما يزال عند بعضهم – شكوكٌ، ولكن مع الوقت أصبحوا داعمين بشكلٍ أكبر. في نفس الوقت فهم لا بفهمون هذه القوّة الجديدة لدى النّساء. عندما كان الزوّار يأتون إلى القرية في السّابق كنّا كنساء نختبئ خلف ستائر منازلنا. في هذه الأيام الوضع مختلف.... فنحن كنساءٍ نخرج لمقابلة الزائرين ونتناقش معهم

كان نهرُ هنا

وله ضفّتان

وأمّ سماويّة أرضعتهُ السّحابَ المقطّرَ

لكنّهم خطفوا أمّه

فأصيب بسكتة ماء

!ومات، على مهله، عطشًا

*مقتطفات من "نهرٌ يموت من العطش"، للشاعر محمود درويش، 2008

إن المحادثات، والتعليقات، والقراءات، والتأملات، والصور، ولا سيما الشّعر- كلّها مهمّة لراوي القصّة. فالنظر في فلسطين ينطوي على ما هو أكثر بكثير من مجرد التمسك بالصور السائدة عن العنف والصراع، أو جمود تفكيرك جرّاء الروايات المعقدة، أو المتنافسة باستمرار، أو الحالية، أو التي مضى عليها قرون من خلال مجرد ذكر فلسطين وإسرائيل في نفس الوقت

زهرة "اصطناعيّة". اصطناعيّة بمعنى أنّها صنعت من البلاستيك. لكنها وضعت مكانها في حمام أحد الأصدقاء في بيت لحم، ولها جمالها الخاص

,اصغِ

طالما أنَّ النجومَ قد أوقدتْ

ألا يعني ذلكَ أنها ضروريةٌ لأحدٍ ما؟

ألا يعني ذلكَ أنَّ أحداً ما يرغبُ في وجودِها؟

ألا يعني ذلكَ أن أحداً ما يُسمي هذهِ البصقاتِ لآلئا؟

.مهيب

كتبها الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي. كان ذلك في عام 1914 في موسكو، وهو زمنٌ طغت عليه الحرب والمعاناة والاضطرابات العظيمة في روسيا وفي العام أجمع. لقد سمّى ماياكوفسكي القصيدة ب"اصغِ!"، ورغم أنّه لم يأت على ذكر كلمة "الأمل" في كافّة القصيدة، إلا أن الصلة موجودة ويمكن لأيّنا أن يجدها.

قد يبدو الأمل ضعيفًا، ووهميًا، وربما في غير محله عندما تواجه الوقائع السياسية والاقتصادية والعسكرية الصعبة في فلسطين وحولها. ومع ذلك، كان مفهوم الأمل-اتجاه-كافة-الصّعاب محور تقريبًا جميع الأحاديث التي أجريتها مع مجموعاتٍ من النشطاء المجتمعيين خلال زيارتي الأخيرة التي امتدّت خمسة أسابيع إلى فلسطين. الأمل، ربما ليس لك أو لأقرانك من نفس العمر، ولكن الأمل لأطفالك ولأحفادك – الأمل للجيل القادم

وقد وجدنا أنفسنا في عالمٍ مكنوناته فضفاضة ووهمية ويصعب الوصول إليها كالنجوم، والزّهور، والأمل، فلربما من الأفضل أن نرجع إلى الشعراء مرة أخرى. في قصيدة "إن أردنا" خاطب الشاعر محمود درويش رفاقه الفلسطينيين عام 2008

تبدو القصيدة عند إعادة قراءتها في القدس الشرقية لربيع عام 2022 ذات صلة أكثر من أي وقت مضى بالفلسطينيين والإسرائيليين والزائرين الذين يأتون من حينٍ لآخر – وبمن يظنّ بأنه قد فهم كل شيء

سنصيرُ شعبًا، إن أَردنا، حين نعلم أَننا لسنا ملائكةً، وأَنَّ

الشرَّ ليس من اختصاص الآخرينْ

نهر يموت من العطش"، محمود درويش، دار نشر آركابيليغو بوكس، 2009*

اصغِ"، فلاديمير ماياكوفسكي، مطبعة ريدستون، 1987**

Created By
nils carstensen
Appreciate

Credits:

©Local2Global Protection/nils carstensen